فرحة العرب
العالم العربي فرح من محيطه لخليجه بنجاح المغرب وتوحد على تشجيعه كونه المنتخب العربي الوحيد الذي تأهل للنصف النهائي، رغم الحدود والأزمات التي تفصل وتعكر العلاقة الدولية بينهم.
وهذا المشهد لانراه في أوروبا، فمستحيل أن ترى فرنسيا يشجع إسبانيا أو العكس، بالرغم بين إسبانيا وفرنسا لا يوجد سوى خط فاصل ليحدد مساحة كل دولة فقط، فلا يوجد حدود ولا سياج حديدي أو جيوش تحرس الحدود، فكلاهما تعتبران مع بقية الدول الأوروبية دولة واحدة وهي الإتحاد الاوروبي حيث الاقتصاد واحد والمصلحة واحدة والبرلمان واحد ولكنهم ليسوا قلبا واحدا.
حيث أن المجتمع الأوروبي والغربي يحكمه التعاقد Gesellschaft، وهو لب المنظومة عندهم حيث أن القيم لديهم مصدرها القانون والإحتكام له والانضباظ به هو الركيزة الأساسية لبنية الإنسان الغربي، المبدأ السائد فيه هو الحقوق والواجبات فقط، فالمتحكم هو التعليمات والقانون المدني وليس الأخلاقي فمثلا حقوق الإنسان لدى المواطن الأمريكي لا تعني له سوى وثيقة حقوق الإنسان التي أصدرتها الأمم المتحدة وليست قيم أو ضمير يقوده وهنا يظهر خلل المنظومة عندهم حيث تتفكك إنسانية الإنسان وهذا أدى إلى اختلال بنية الأسرة وهدمها في الغرب والإنتشار الكبير للفردانية فيه.
على عكس المجتمع الشرقي الذي يحكمه مبدأ التراحم Gemeinschaft حيث الإحتكام هو للقانون الأخلاقي والفطرة الإنسانية لكل إنسان وهذا هو جوهر القيم
والمثل فالعلاقة لدينا نحن تراحمية نساعد لأن المساعدة عمل جيد وليس لأن القانون يأمر ويمنعها فالقانون هو مجرد حامي فقط وليس محرك أو دافع
فرابطة الدم عندنا أقوى من الحبر الذي قسمت به دولنا..